لشاعر النيل حافظ ابراهيم كتبها على لسان اللغة العربيهعندما بدأت تنعى حظها بين أهلها نشرت فى سنه 1903
رجعت لنفسى فاتهمت حــصاتى ***** و ناديت قومى فاحتسبت حياتى
رمونى بعقم فى الشباب و ليتنى***** عقمت فلم أجزع لقول عــــــداتى
و لدت و لما لم أجد لعرائســـــى***** رجالا و أكفاء وأدت بناتــــــــــــــى
وسعت كتاب الله لفظا و غايــــة****** و ما ضقت عن آى به و عظـــــات
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة آلة****** و تنسيق أسماء لمخترعـــــــــات
أنا البحر فى أحشائه الدر كامن****** فهل سألوا الغواص عن صدفاتـى
فيا ويحكم أبلى و تبلى محاسنى***** و منكم و إن عز الدواء أســـــاتى
فلا تكلونى للـــــــــــــزمان فإننى****** أخاف عليكم أن تحــــــين وفاتى
أرى لرجال الغرب عــــــزا و منعة****** و كم عز أقوام بعـــــز لغـــــــــات
أتوا أهلهم بالمعجــــــــزات تفننا****** فيا ليتكـــــــــم تاتون بالكـــــلمات
أيطربكم من جانب الغرب ناعب ****** ينادى بوأدى فى ربيع حيــــــــاتى
و لو تزجرون الطير يوما علمتم ****** بما تحته من عــــــثرة و شـــــتات
سقى الله فى بطن الجزيرة أعظما*** يعز عليها أن تـــــــــلين قــــــــناتى
حفظن ودادى فى البلى و حفظته*** لهن بقلب دائم الحســـــــــــــــرات
و فاخرت أهل الغرب و الشرق مطرق *** حياء بتلك الأعظم النخــــــــرات
أرى كل يوم بالجرائد مزلقا ********** من القبر يدنينى بغــــــــــير أناة
و أسمع للكتاب فى مصر ضجة ****** فأعلم أن الصـــــــــــائحين نعاتى
أيهجرنى قومى - عفا الله عنهم - **** الى لغة لم تتصـــــــــــــــل برواة
سرت لوثة الأفرنج فيها كما سرى *** لعاب الافاعى فى مسيل فـــرات
فجاءت كثوب ضم سبعين رقعة **** مشـــــــكلة الألوان مـــــــختلفات
الى معشر الكتاب و الجمع حافل **** بسطت رجائى بعد بسط شكاتى
فإما حياة تبعث الميت فى البلى **** و تنبت فى تلك الرموس رفـــــاتى
و إما ممات لا قيامة بعده ********* ممات لعمـــــــرى لم يقس بممات