صفحتنا ع الفيس بوك

مشاركة مميزة

كل قصائدي

كل قصائدي كل قصائدي كتبتها إليكِ طعم كلماتها من عطر شفتيكِ شعري خنقته الوحدة من قبلكِ....وأتيتي فأرسلته يسرقُ ...

قصيدة: لكل شيء اذا ما تم نقصان





لكل شيء اذا ما تم نقصان

 شعراء العصر الأندلسي » أبو البقاء الرندي »


 لـكــل شـــيءٍ إذا مـــا تـــم نـقـصـان ُ  فــلا يُـغــرُّ بـطـيـب الـعـيـش إنـســانُ 

 هـــي الأمـــورُ كـمــا شاهـدتـهـا دُول  ٌ  مَـــن سَـــرَّهُ زَمـــنٌ سـاءَتــهُ أزمـــانُ 

 وهــذه الــدار لا تُبـقـي عـلــى أحـــد   ولا يــدوم عـلــى حـــالٍ لـهــا شـــان 

 يُـمـزق الـدهـر حـتـمًـا كـــل سـابـغـة ٍ   إذا نــبـــت مـشْـرفـيّــاتٌ وخُـــرصـــانُ 

 وينتـضـي كـــلّ سـيــف للـفـنـاء ولـــو   ْكـان ابــنَ ذي يــزَن والغـمـدَ غُـمـدان 

 أيـن المـلـوك ذَوو التيـجـان مــن يـمـن ٍ   وأيــــن مـنـهــم أكـالـيــلٌ وتـيـجــانُ ؟ 

 وأيــن مـــا شـــاده شـــدَّادُ فـــي إرمٍ    وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ ؟ 

 وأيــن مــا حــازه قــارون مــن ذهـــب    وأيـــن عــــادٌ وشــــدادٌ وقـحـطــانُ ؟ 

 أتــى عـلـى الـكُـل أمــر لا مَـــرد لـــه   حتـى قَـضَـوا فـكـأن الـقـوم مــا كـانـوا 

 وصـار مـا كـان مـن مُـلـك ومــن مَـلِـك    كما حكى عـن خيـال الطّيـفِ وسْنـانُ 

 دارَ الــزّمــانُ عــلـــى (دارا) وقـاتِــلِــه   وأمَّ كـــســـرى فـــمـــا آواه إيــــــوانُ 

 كأنمـا الصَّعـب لـم يسْهُـل لـه سـبـبُ   يــومًــا ولا مَــلــكَ الـدُنـيــا سُـلـيـمـانُ 

 فـجـائــعُ الــدهـــر أنـــــواعٌ مُـنــوَّعــة  ولــلــزمــان مـــســــرّاتٌ وأحـــــــزانُ 

 ولــلــحــوادث سُـــلـــوان يـسـهـلـهــا  ومــا لـمـا حـــلّ بـالإســلام سُـلــوانُ 

 دهـــى الـجـزيـرة أمـــرٌ لا عـــزاءَ لـــه  هـــوى لـــه أُحــــدٌ وانــهــدْ ثــهــلانُ 

 أصابهـا العيـنُ فـي الإسـلام فـارتـزأت ْ حـتـى خَـلــت مـنــه أقـطــارٌ وبُـلــدانُ 

 فاسأل (بلنسيـةً) مـا شـأنُ (مُرسيـةً) وأيـــنَ (شـاطـبـةٌ) أمْ أيـــنَ (جَــيَّــانُ) 

 وأيـــن (قُـرطـبـة)ٌ دارُ الـعـلـوم فـكــم  مـن عالـمٍ قـد سمـا فيـهـا لــه شــانُ 

 وأيـن (حْمـص)ُ ومـا تحويـه مــن نــزهٍ  و نـهـرهُــا الــعَــذبُ فــيــاضٌ ومــــلآنُ 

 قـواعــدٌ كـــنَّ أركـــانَ الــبــلاد فــمــا  عـسـى البـقـاءُ إذا لــم تـبــقَ أركـــانُ 

 تبكـي الحنيفيـةَ البيضـاءُ مـن ! ;أسـف ٍ  كـمـا بـكـى لـفــراق الإلـــفِ هـيـمـانُ 

 عـلـى ديـــار مـــن الإســـلام خـالـيـة  قــد أقـفــرت ولـهــا بالـكـفـر عُـمــرانُ 

 حيث المساجد قـد صـارت كنائـسَ  مـافــيــهــنَّ إلا نــواقــيــسٌ وصُــلــبـــانُ 

 حتـى المحاريـبُ تبكـي وهـي جامـدة ٌ حـتـى المنـابـرُ تـرثـي وهــي عـيـدانُ 

 يـا غـافـلاً ولــه فــي الـدهـرِ موعـظـة  إن كنـت فـي سِـنَـةٍ فالـدهـرُ يقـظـانُ 

 ومـاشـيًــا مــرحًــا يـلـهـيـه مـوطــنــهُ  أبـعـد حـمـصٍ تَـغـرُّ الـمــرءَ أوطـــانُ ؟ 

 تـلـك المصيـبـةُ أنـسـتْ مـــا تقـدمـهـا   ومــا لـهـا مــع طــولَ الـدهـرِ نسـيـانُ 

 يــا راكـبـيـن عـتــاق الـخـيـلِ ضـامــرةً   كأنـهـا فــي مـجـال السـبـقِ عـقـبـانُ 

 وحامـلـيـن سـيُــوفَ الـهـنـدِ مـرهـفـةُ   كـأنـهـا فـــي ظـــلام الـنـقـع نــيــرانُ 

 وراتـعـيــن وراء الـبـحــر فــــي دعــــة ٍ  لــهــم بـأوطـانـهـم عــــزٌّ وسـلـطــانُ 

 أعـنـدكـم نـبــأ مـــن أهـــل أنــدلــس ٍ  فقـد سـرى بحـديـثِ الـقـومِ رُكـبـانُ ؟ 

 كم يستغيـث بنـا المستضعفـون وهـم   قتلـى وأســرى فـمـا يهـتـز إنـسـان ؟ 

 مـاذا التقـاُطـع فــي الإســلام بينـكـمُو   أنــتــمْ يـــــا عــبـــادَ الله إخـــــوانُ ؟ 

 ألا نــفـــوسٌ أبَّـــــاتٌ لــهـــا هـــمـــمٌ   أمـــا عـلــى الـخـيـرِ أنـصــارٌ وأعـــوانُ 

 يــا مـــن لـذلــةِ قـــومٍ بـعــدَ عـزِّهــم ُ أحــــال حـالــهــمْ جـــــورُ وطُـغــيــانُ 

 بالأمـس كـانـوا ملـوكًـا فــي منازلـهـم  واليـومَ هـم فـي بــلاد الكـفـرِّ عُـبـدانُ 

 فـلـو تـراهـم حـيـارى لا دلـيــل لـهــم ْ علـيـهـمُ مـــن ثـيــابِ الــــذلِ ألــــوانُ 

 ولـــو رأيـــتَ بـكـاهُـم عـنــدَ بـيـعـهـم ُ  لـهـالـكَ الأمـــرُ واسـتـهـوتـكَ أحــــزانُ 

 يـــا ربَّ أمّ وطــفــلٍ حــيــلَ بيـنـهـمـا   كـــمــــا تـــفــــرقَ أرواحٌ وأبــــــــدانُ 

 وطفلةً مثل حسنِ الشمسِ إذ طلعـت    كـأنـمــا هـــــي يــاقـــوتٌ ومــرجـــانُ 

 يـقـودُهـا الـعـلـجُ للـمـكـروه مـكـرهــةً  والـعـيــنُ بـاكـيــةُ والـقـلــبُ حــيــرانُ 

لمثـل هـذا يبكـي القـلـبُ مــن كـمـد ٍ إن كـان فـي القـلـبِ إســلامٌ وإيـمـانُ





Comments
0 Comments

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق